Thursday, October 10, 2019

الانتخابات البرلمانية في تونس: حزب النهضة يحل في المرتبة الأولى وقلب تونس الثاني

فاز حزب حركة النهضة بالانتخابات البرلمانية في تونس، بعد حصوله على 52 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 217 مقعدا. لكن مفاوضات تشكيل الحكومة مع الأحزاب الأخرى لن تكون سهلة.
وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن حزب قلب تونس، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي في انتخابات الإعادة نبيل القروي، جاء في المركز الثاني بحوالي 38 مقعدا، بينما احتل التيار الديمقراطي المرتبة الثالثة وحصل على 22 مقعدا.
ورغم تقدم حركة النهضة إلا أنها فقدت عددا ليس بالقليل من المقاعد التي كانت قد حققتها في الانتخابات التشريعية عام 2014.
وأوضحت الهيئة أنها أسقطت قائمتين انتخابيتين بسبب الإعلانات السياسية التي يحظرها القانون الانتخابي.
وتتماشى هذذه النتائج الأولية الرسمية مع استطلاع للرأي نُشر يوم الأحد، وأظهر تفوق حزب النهضة يليه حزب قلب تونس. لكن البرلمان سيكون مقسما دون حسم الأغلبية المطلقة لحد الأحزاب مما سيتوجب مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية.
وكان حزب نداء تونس وحركة النهضة قد شكلا ائتلافا واسعا، عقب انتخابات 2014، وحصدا سويا 155 مقعدا، إلى جانب 23 معقدا إضافيا بضمّ حزبي التيار الوطني الحر وآفاق تونس للتحالف.
إلا أن التفكك الذي أصاب حزب نداء تونس، فضلا عن وفاة زعيمه، الرئيس الباجي قايد السبسي، أضعف الحزب بشده وأخرجه من صدارة المشهد السياسي التونسي.
وقال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة في تصريحات سابقة، إنه "سيبدأ التشاور مع الشركاء الذين يشاطرونه الأهداف ذاتها".
وأضاف القيادي في حركة النهضة، أحمد قعلول: "لن نتحالف مع من تحوم حوله شبهات فساد أو فشل في مهمة حكومية حتى لو كان من حركة النهضة، نحن لا نخشى الذهاب للصندوق من جديد".
وعبرت أحزاب الدستوري الحر والتيار الديمقراطي وحركة الشعب عن رفض الدخول في تحالف مع حركة النهضة، وهو ما يُعقد فرص تشكيل ائتلاف حكومي.
وينص الدستور التونسي على أن يتولى الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية تشكيل الحكومة بعد تكليف مباشر من رئيس الدولة.
ولم تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية بعد، وستقام جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المبكرة، يوم الأحد المقبل.
كانت أولمبيا في الثامنة عشرة من عمرها عندما انتشر مقطع فيديو حميمي لها على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقتها، لتنقلب حياتها بعد ذلك رأسا على عقب.
كان صاحبها هو مَن سجل الفيديو، لكن أولمبيا كانت الوحيدة التي ظهرت فيه. وكان الفيديو خاصا بهما ومن المفترض أنه أُعّد لهما دون غيرهما. لكن صاحبها ينكر أنه هو الذي نشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وما أن وجد الفيديو طريقه للإنترنت حتى باتت أولمبيا معروفة باسم "المكتنزة المثيرة".
في عامي الثامن عشر سجلتُ مقطع فيديو جنسي مع صاحبي. ولا أدري كيف انتشر الفيديو على واتساب، وقد ظهرتُ فيه عارية دون أن تتحدد هوية صاحبي.
وبدأ الناس يتحدثون عني، أما صاحبي فقد تركني أواجه المشكلة وحدي؛ منكرا أنه هو الموجود في الفيديو هربا من الحرج.
وجعل الناس يتكهنون مَن الذي ضاجعته في ذلك الفيديو.
ونشرت جريدة محلية على صدر صفحاتها قائلة إن مستقبلا واعدا كان ينتظرني كفتاة لولا أن سمعتي ساءت الآن على وسائل التواصل الاجتماعي. وباعت الجريدة أعدادا ضخمة. لقد كانوا يتكسّبون من لحمي.
وكنت أتلقى يوميا طلبات صداقة على وسائل التواصل الاجتماعي من رجال باحثين عن الجنس.
وبدأوا ينادونني "مكتنزة واوتشينانغو المثيرة" في إشارة إلى مدينتي في المكسيك.
ولما بدأ نطاق القصة يتسع أصبحتُ أُدعى "مكتنزة بويبلا المثيرة" في إشارة إلى الولاية التي تتبعها مدينتي.
وقتها شعرت أن حياتي انتهت؛ فحبستُ نفسي في منزلي لثمانية أشهر لم أجرؤ خلالها على الخروج منه.
وكنت لا أزال شابة صغيرة، ولم أدر إلى مَن أتوجه، ولا كيف أرفع الأمر إلى الجهات المعنية.
وفوق كل ذلك، فإن ما حدث وقع في فضاء العالم الإلكتروني، مما جعل الأمر يبدو كأن شيئا لم يحدث. فكيف أدافع عن نفسي لو كنت أنا مَن سجّلت الفيديو بنفسي؟
وقد حاولت الانتحار ثلاث مرات، أوشكتُ في إحداها على القفز من فوق أحد الجسور قبل أن ينزل أحد المارة من سيارته ويتحدث إليّ. ولا أدري إنْ كان يدري أنه أنقذ حياتي.
ولم تكن أمي تستخدم الإنترنت، ومن ثم فلم تدرِ شيئا عن القصة. وظننتُ أنّ وقتا طويلا سيمضي قبل أن تعرف أمي. وقلت لها إن ثمة شائعات عن فيديو، لكن لست أنا صاحبته.
لكن في أحد أيام الأحد، اجتمع أعضاء العائلة جميعا في منزلنا، وإذ بأخي ذي الأربعة عشر ربيعا يدخل ويرمي بهاتفه المحمول وسط المجلس، قائلا: "هذا فيديو موجود لأختي أولمبيا".
لحظتها انخرطت أمي في البكاء.
كان ذلك أسوأ يوم في حياتي. ألقيت بنفسي عند قدمَي أمي وطلبت منها الصفح ومن كل أعضاء أسرتي. وشعرتُ أنني مذنبة.
وقلت لهم إنني أريد أن أموت، وطلبت منهم أن يعينوني على ذلك.
وكان أنْ فاجأتني أمي، البسيطة التي لم تتم دراستها ولا تعرف الكتابة، بأن رفعتْ جبهتي ونظرتْ في عيني قائلة: "كلنا نخطئ، ابنة عمك، وأختك وأنا - كلنا نخطئ. الفارق الوحيد هو أنهم رأوكِ، وهذا لا يجعل منك مجرمة".
انتابتني الدهشة، وتابعتْ أمي قائلة: "لقد عشتِ حياتك الجنسية كالآخرين، وثمة دليل على ذلك. كان سيلحق بك الخزي لو أنك سرقت شيئا أو قتلت شخصا، أو حتى أسأت معاملة كلب".
وكانت هذه هي أول مرة أعرف فيها معنى التضامن الأنثوي، وأننا نحن الإناث عندما نتضامن نمثل قوة ضاربة.
وأعرف أنْ ليس لكل الفتيات أمهات كأمي، التي دعمتني في أوقاتي العصيبة. وتتعرض معظم الفتيات للنبذ في البيت أو المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل - لا لشيء إلا لممارسة حياتها الجنسية.
وقامت أمي بفصل تليفون المنزل وكذلك الإنترنت، ووفرت لي حماية من العالم الخارجي. وجعلتني أشعر بالأمان في البيت.
لكن خارج المنزل كان الناس لا يزالون يلوكون اسمي، وكان البعض يأتي ويطرق باب البيت قائلا إن حديثا مثارا عن مقطع فيديو. وكنت أتوارى عنهم.
لا يدري الناس شيئا عن تبعات هذا النوع من العنف. إنه يقيد الحرية، وينتهك الخصوصية، ويحدّ الحركة والحياة. ولا تجد الضحية أمامها سبيلا غير الإذعان وذلك لظنها أنها خاطئة.
وهنا مكمن الصعوبة في الوصول للعدالة.
إن كل نَقرة "إعجاب" على أي من تلك المنشورات تعتبر اعتداء، ضربة. كما إن نشر مادة حميمة لشخص دون موافقته يشبه الاغتصاب.
لم تكن مضاجعة، وإنما اغتصاب؛ لأنهم استخدموا جسدي دون موافقتي. صحيح إنها نسخة إلكترونية منه، لكنه جسدي على كل حال.
تملّكني شعورٌ بأنني لن يتسنَّ لي مبارحة منزلي مرة أخرى. كنت أرى العالم عبر نافذتي.
لكن شيئين أخرجاني من هذه العزلة.